معلومات عن قرد المكاك


بواسطة التلميذ(ة):
 معلومات عن قرد المكاك

١ مقدمة

هل يأتي يوم لن يستطيع فيه زوار المنتزه الوطني لإفران (غربي المغرب) مد الموز والفول السوداني إلى قردة المكاك البربري، التي دأبت على إدخال السرور على قلوبهم بحركاتها وتجاوبها مع مطالبهم؟ إنه سؤال لم يعد يشغل بال الباحثين فقط، فالمرشدون السياحيون الذين ينقلون على أحصنتهم السياح بين ممرات المنتزه الوعرة، يتخوفون من هذا السيناريو الذي يصفونه بالمرعب.
إن تطور أعداد هذا النوع من القردة -المعروفة علميا بقردة "مكاك سيلفانوس"- في هذه الغابات خلال العقدين الماضيين، يشير إلى أن هذا السيناريو ليس ببعيد عن التحقق، ما لم يكن للدولة دور فاعل في حمايته من الأخطار التي تهدد وجوده.

٢ الرفق بالحيوان:

ولهذا الغرض، أطلقت الدولة مؤخرا مشروعا لحمايتها، بالتعاون مع الصندوق الدولي للرفق بالحيوان، قد يعيد شيئا من الأمل في استمرار وجودها لمدة أطول.

وأدرج الاتحاد الدولي لصون الطبيعة سنة 2009 المكاك البربري على القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض، ونقل من الملحق الثاني إلى الملحق الأول لاتفاقية "سايتس" (معاهدة التجارة العالمية لأصناف الحيوان والنبات البري المهدد بالانقراض) سنة 2016 بطلب من السلطات المغربية.

هذا الإجراء يتماشى مع إعلان السلطات المغربية منع الاتجار في هذا النوع من القردة، ووضع تدابير صارمة على مستوى الحدود البرية، خاصة على الحدود مع مليلية وسبتة الواقعتين تحت السيطرة الإسبانية لمنع تهريبها إلى الدول الأوروبية.

وقال مدير المنتزه الوطني لإفران عبد الرحيم درو -في تصريح للجزيرة نت- إن عددها كان في بداية التسعينيات يقارب 15 ألف قرد، لكن مع مرور الوقت تناقص، حتى وصل اليوم إلى حدود خمسة آلاف قرد تقريبا، بفعل العديد من العوامل.

وأضاف درو أن أبرز عوامل تناقصها تكمن في الأخذ غير المشروع، أو تهريبها إلى دول أخرى، بل وحتى الاحتفاظ بها كحيوانات أليفة في البيوت ولدى أصحاب فن الحلقة الشعبية في بعض الساحات العمومية، كساحة "جامع الفنا" المشهورة بمراكش، وساحة "لهديم" بمدينة مكناس.

٣ فصيلة نادرة:

المكاك البربري هو الصنف الوحيد من فصيلته الذي يعيش في أفريقيا، إذ إن كل الأصناف الأخرى والمقدرة بنحو عشرين صنفا، تعيش في آسيا.

وأكد مدير المنتزه أن هذا النوع من القردة التي تعيش فقط في المغرب وجزء من غابات الجزائر، تتميز من الناحية الفيزيولوجية عن باقي الأنواع بكونها لا تتوفر على ذيل، ولها أخدود على مستوى الأنف.

وتدهور موطنها الطبيعي، وقلة الغذاء الذي يسد حاجياتها اليومية، يدفعان بشكل يومي المئات منها إلى الطرقات التي يستعملها أصحاب السيارات والعربات؛ بحثا عن الطعام، حتى كاد نظامها الغذائي يتغير.

فحتى قبل عقد من الزمن تقريبا، كانت تتغذى بشكل أساسي على النباتات وجذورها، وبعض الحشرات والبذور، والبلوط الذي يغطي جزءا كبيرا من الغابات، لكن مع تدهور الموطن، بسب الرعي والضغط البشري على الغابة، ظهر تغيير على سلوكها الغذائي.

ورغم اعتراف العديد من المهتمين بأن المكاك البربري يمتلك قدرة فائقة على التأقلم مع الفصول، فإن عددا من المرشدين السياحيين يؤكدون أنهم بالنظر لاحتكاكهم بشكل يومي مع هذه القردة فإنها بدأت تصاب بالأمراض بشكل لافت.

٤ صحة المكاك:

وأكدت دراسات سابقة أن الغذاء الذي يمنح للقردة على جنبات الطرقات وفي بعض المواقع السياحية، كان له أثر سلبي على صحتها، وهو الأمر الذي يؤكده أيضا مدير المنتزه.

بعد تعاظم الأخطار المحدقة بالمكاك البربري، تحركت السلطات المغربية، بالتنسيق مع الصندوق الدولي للرفق بالحيوان، إذ أطلقت المندوبية السامية للمياه والغابات مشروعا في 21 مارس/آذار المنصرم، يستهدف حماية هذه القردة من خلال اختيار عدد من الحراس المدربين على تتبع واقتفاء آثار هذه القردة ورصد الأخطار المحدقة بها.

وتتم عملية المراقبة هذه، حسب المندوبية السامية للمياه والغابات، لرصد المخالفات المتعلقة بأخذ القردة من وسطها الطبيعي، وبقطع الأشجار وإحراقها بشكل غير قانوني والمخالفات الأخرى المتعلقة ببيئتها الطبيعية، وإبلاغ السلطات المعنية عن وقوعها.

ومن أجل تحقق هذه الغاية، كان لا بد من توفير وسائل التواصل والمراقبة الكفيلة بإنجاز هذه المهام، وحصل المنشطون البيئيون على معدات خاصة بنظام تحديد المواقع ومناظير وكاميرات ومصابيح وألواح إلكترونية.

وقبل ذلك، شرع الفريق في توزيع منشورات تحمل شعار المندوبية السامية للمياه والغابات، ومكتوبة باللغات الأربع (العربية والفرنسية والإسبانية والإنجليزية)، تحذر من مغبة الأخذ غير المشروع للمكاك البربري من موطنه وتهريبه.

المراجع التي إعتمد عليها التلميذ(ة)