طاعون عمواس معلومات


بواسطة التلميذ(ة):
طاعون عمواس معلومات

١ مقدمة

طاعون عَمْواس هو طاعون وقع في ولاية بلاد الشام الإسلامية التابعة للخلافة الراشدة في أيام خلافة عمر بن الخطاب سنة 18 هـ/639م بعد فتح بيت المقدس، وسُميت هذه السنة بعام الرمادة لما حدث بها من المجاعة في المدينة المنورة أيضًا.
ويُعتبر هذا الطاعون أحد امتدادات طاعون جستنيان.
وهو أول وباء يظهر في أراضي الدولة الإسلامية.

٢ سبب التسمية:

سُمَّي طاعون عمواس بهذا الاسم نسبةً إلى بلدة عَمْواس في جند فلسطين بين الرملة وبيت المقدس، قال الزمخشري:/ «هي كورة من فلسطين بالقرب من بيت المقدس»، وقال المهلبي:/ «كورة عمواس هي ضيعة جليلة على ستة أميال من الرملة على طريق بيت المقدس، ومنها كان ابتداء الطاعون في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ثم فشا في أرض الشام؛ فمات فيه خلق كثير لا يحصى من الصحابة رضي الله عنه، ومن غيرهم.». وقال أبو العباس الفيومي:/ «عَمَوَاسُ بِالْفَتْحِ بَلْدَةٌ بِالشَّأْمِ بِقُرْبِ الْقُدْسِ وَكَانَتْ قَدِيمًا مَدِينَةً عَظِيمَةً». فأغلب العلماء والمؤرخين ينسبون الطاعون إلى اسم بلدة عمواس، بينما ذكر أبو عبيد الله البكري في كتابه معجم ما استعجم قولًا آخر فقال:/ "وقيل:/ إِنّمَا سُمِّيَ طاعُونَ عَمَواس لأَنّه عَمَّ وآسَى:/ أَي جَعَلَ بعضَ الناسِ أُسْوَةَ بعضٍ". فُتحت بلدة عمواس في خلافة أبي بكر الصديق، على يد عمرو بن العاص سنة 13 هـ تقريبًا. ويُذكر أن المسلمين اتخذوا قرية عمواس كمقدمة للجيوش التي حاصرت بيت المقدس، وظلّت موضعًا للمسلمين حتى بناء عبد الملك بن مروان لمدينة الرملة.
 

٣ خلفيَّة:

الطاعون هو مرضٌ معدٍ تسببه أمعائيات يرسينيا طاعونية (الاسم العلمي:/ Yersinia pestis)، وهي بكتيريا عصوية-الشكل سلبية الغرام غيرُ متحركةٍ  عصورةٌ  غير بُوغيةٍ، وهي لاهوائيةٌ اختيارية. تحدث أعراضٌ متنوعةٌ للطاعون، وتتضمن حمى وصداع وضعف عام، وعادةً ما يبدأ ظهور الأعراض بعد يوم إلى سبعة أيام من التعرض لمسبب المرض. يُحتمل أنَّ طاعون عمواس كان طاعونًا دمليًا، وذلك على الرغم من أنَّ المصادر لم تذكر أي أعراضٍ محددةٍ للمرض. ولكنَّ الطاعون الدملي يؤدي عمومًا إلى توّرمٍ في العقد الليمفاوية. ينتشر الطاعون الدملي عمومًا عبر لدغات البراغيث أو التعامل مع حيوان مصاب، ويكون التشخيص عادةً عن طريق العثور على البكتيريا في السوائل من العقدة الليمفاوية أو الدم أو البلغم.

نبوءته في الحديث النبوي

مخطوط يحتوي على مقطع من الحديث النبوي، يعود لعام 858 هـ للصفحة 94 من كتاب جامع أحكام البخاري لبدر الدين بن جماعة، محفوظ في مكتبة تشستر بيتي بإيرلندا.
عند الحديث عن طاعون عمواس في كتب التراث الإسلامي يُربط دائمًا بينه وبين الحديث النبوي الذي جاء في العديد من كتب الحديث ورواه البخاري في صحيحه من حديث الصحابي عوف بن مالك أن النبي محمداً ذكر ست علامات من علامات الساعة الصغرى بترتيب زمني تحدث بين عصر النبي وبين قيام الساعة، فيقول عوف بن مالك:/ «أَتَيْتُ النَّبِيَّ Mohamed peace be upon him.svg فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ وَهُوَ فِي قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ، فَقَالَ:/ «اعْدُدْ سِتًّا بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ:/ مَوْتِي، ثُمَّ فَتْحُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، ثُمَّ مُوتَانٌ يَأْخُذُ فِيكُمْ كَقُعَاصِ الْغَنَمِ، ثُمَّ اسْتِفَاضَةُ الْمَالِ حَتَّى يُعْطَى الرَّجُلُ مِئَةَ دِينَارٍ فَيَظَلُّ سَاخِطًا، ثُمَّ فِتْنَةٌ لَا يَبْقَى بَيْتٌ مِنَ الْعَرَبِ إِلَّا دَخَلَتْهُ، ثُمَّ هُدْنَةٌ تَكُونُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ بَنِي الْأَصْفَرِ فَيَغْدِرُونَ، فَيَأْتُونَكُمْ تَحْتَ ثَمَانِينَ غَايَةً، تَحْتَ كُلِّ غَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا».

فكان شرح الحديث عند علماء المسلمين أن العلامات الستة أولها موت النبي محمد، وهو ما حدث في 11 هـ، ثم فتح بيت المقدس، وهو ما حدث في 15 هـ، ثم تلاه موت ينتشر بين المسلمين كَقُعَاصِ الْغَنَمِ، وهو ما حدث في طاعون عمواس والمجاعة التي حدثت في عام الرمادة سنة 18 هـ، ثم استفاضة المال وهو ما حدث بعد اتساع رقعة الدولة الإسلامية، خاصةً استفاضة المال بين عوام الناس بسبب الإصلاحات في زمن عمر بن عبد العزيز، ثم فتنة لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته، وهي ما يعتقد بعض الشُرَّاح أنها فتنة مقتل عثمان. قال ابن حجر:/ "وَيُقَالُ إِنَّ هَذِهِ الْآيَةَ ظَهَرَتْ فِي طَاعُونِ عَمَوَاسَ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ وَكَانَ ذَلِكَ بَعْدَ فَتْحِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ". وقال الزمخشري:/ «إنَّ هَذِه الآفَة ظَهرت فِي طَاعُون عمواس في خِلافة عُمر فَمَات مِنها سَبعون ألفًا في ثلاثة أيامٍ وَكَان ذَلك بَعد فَتْح بيتِ المَقْدِس».

أصل الطاعون
يعتبر طاعون عمواس أحد امتدادات طاعون جستنيان الذي ظهر في 541-542م، وظل يتكرر عدة مرات في القرن السادس والسابع الميلادي حتى 750م. ظهر في البداية كوباء أصاب الإمبراطورية البيزنطية (الرومانية الشرقية) وخاصة عاصمتها القسطنطينية، وكذلك الإمبراطورية الساسانية والمدن الساحلية حول البحر الأبيض المتوسط بأكمله، حيث كانت السفن التجارية تؤوي الفئران التي تحمل البراغيث المصابة بالطاعون. يعتقد بعض المؤرخين أن طاعون جستنيان كان أحد أكثر الأوبئة فتكًا في التاريخ، وأنه أدى إلى وفاة ما يقدر بنحو 25-50 مليون شخص خلال قرنين، وهو ما يعادل 13-26% من سكان العالم في وقت تفشي المرض لأول مرة. قورن التأثير الاجتماعي والثقافي للطاعون بتأثير الموت الأسود الذي دمر أوراسيا في القرن الرابع عشر، ويُعتقد أن سببه هو اليرسينيا الطاعونية، وهي نفس البكتيريا المسؤولة عن الموت الأسود (1347-1351). كان الأخير أقصر بكثير، لكنه مع ذلك قتل ما يقدر بنحو ثلث إلى نصف الأوروبيين. عُثِر على سلالات يرسينيا طاعونية قديمة وحديثة مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بسلف سلالة طاعون جستنيان في جبال تيان شان، وهي سلاسل جبلية على حدود قيرغيزستان وكازاخستان والصين، مما يشير إلى أن طاعون جستنيان قد نشأ في تلك المنطقة أو بالقرب منها. وتكرر ظهوره بشكل دوري حتى القرن الثامن الميلادي.

فتح عمواس وبيت المقدس
 
 
خلال الفتح الإسلامي للشام، توجَّه عمرو بن العاص في خلافة أبي بكر الصديق، وفتح العديد من البلدان في الشام منها بلدة عَمَوَاسُ، وبعد تولي عمر بن الخطاب الخلافة بعث أبا عبيدة بن الجراح لفتح بيت المقدس، وتسلَّم أبو عُبيدة فور وُصوله قيادة القُوَّات الإسلاميَّة، وارتفعت معنويَّات الجُند، وسقطت المُدن المُحيطة ببيت المقدس، وانسحب الأرطبون مُستخفيًا في قُوَّة من الجُند إلى مصر. وتسلَّم بطريرك المدينة العجوز صفرونيوس مقاليد الأُمور، فعرض عليه أبو عُبيدة الإسلام أو الجزية أو الحرب. فاختار البطريرك استسلام المدينة على أن يُسلِّمها لِعُمر شخصيًّا، وأتى عُمر إلى بيت المقدس وأعطى أهلها الأمان على أنفسهم وأموالهم وبيوتهم وكنائسهم وأديرتهم وجميع دور عبادتهم وهو ما يُعرف بالعهدة العمرية. سار يزيد بن أبي سفيان بصُحبة أخيه معاوية إلى قيسارية بناءً على أمر عُمر، فضربا الحصار عليها، وأثناء ذلك أُصيب يزيد بالطاعون، فاستخلف عليها مُعاوية وعاد هو إلى دمشق.
 

المراجع التي إعتمد عليها التلميذ(ة)

    ١ .wikipedia.org