١ مقدمة
طوفان عالمي من الرعب أضج مضجع كوكبنا منذ بداية العام 2020 حاملاً معه واحدة من أشرس السيناريوهات لنهاية البشرية كما نشاهدها في أفلام الخيال العلمي ..
.
لم يكن الأمر عن توسانامي عالمي ، أو اصطدام كويكب ما بسطح كوكبنا ، او غزواً لربوتات شريرة ، ولكنه عن ذلك الكائن الحي - الغير حي - الذي قرر أن ينشر مادته الوراثية القاتلة في خلايا أجساد البشر بعد أن حل ضيفاً على بعض الأنواع الحيوانية الأخرى !
٢ من أين جاءت الفيروسات:
تُشير بعض الأبحاث المنشورة في Science Advances إلى أن الفيروسات لم تتطور على مر التاريخ البيولوجي ولكنها تخلصت بنجاج من جميع الجينات الأساسية باستثناء عدد قليل من تلك الجينات .
وتوصل Gustavo Caetano-Anolles وزملاؤه في جامعة إلينوي إلى هذا الاستنتاج بعد أن ابتكروا طريقة جديدة لرسم خريطة شجرة العائلة الميكروبية، ووجدوا أن الفيروسات لم تتطور أولاً، بدلاً من ذلك ، انحدرت الفيروسات والبكتيريا من شكل حياة خلوي قديم، ولكن بينما تطورت البكتيريا لتصبح أكثر تعقيدًا ، أصبحت الفيروسات أبسط.
فاليوم ، الفيروسات صغيرة جداً وبسيطة ، ولا يمكنها التكاثر بمفردها ، بينما تحمل المعلومات الجينية الأساسية التي تحتاجها لتكون قادرة على الانزلاق داخل خلية مضيفة وتحثها على عمل نسخ جديدة من الفيروس ، يحتوي فيروس الإنفلونزا - على سبيل المثال - على 14 جيناً مشفراً للبروتين فقط ، ولأن الفيروسات عادة ما تكون بدائية جداً ، لم يعتقد العديد من علماء الأحياء أنه يمكن تصنيفها على أنها شكل من أشكال الحياة .
٣ وهل هي قديمة جداً ؟:
- الدراسة العلمية للفيروسات ودراسة مسبباتها بدأت في السنوات الأخيرة من القرن التاسع عشر - على الرغم من ان لويس باستور وإدوارد جينر طوروا أول لقاحات للحماية من العدوى الفيروسية ، إلا أنهم لم يعرفوا وقتها أن الفيروسات موجودة .
جاء الدليل الأول على وجود فيروسات عن طريق بعض التجارب التي تم إجراءها على البكتيريا ، حيث تم استخدام المرشحات ذات المسام الصغير بما يكفي لتمنع مرور البكتيريا من خلالها .
وفي عام 1892 استخدم ديمتري إيفانوفسكي أحد هذه الفلاتر لإظهار أن عصارة نبات تبغ مريض ظل معديًا لنباتات التبغ الصحية على الرغم من أنه تمت تصفيته .
ووصف مارتينوس بيجيرينك تلك المادة المُعدية بإنها ( فيروس ) ويُعتبر هذا الاكتشاف هو بداية علم الفيروسات .
أدى الاكتشاف اللاحق والتوصيف الجزئي للجراثيم من قِبل فريدريك تورت و Félix d Herelle إلى تحفيز دراسة هذا الحقل ، وبحلول أوائل القرن العشرين تم اكتشاف العديد من الفيروسات.
في عام 1926 ، قام توماس ميلتون ريفرز بتعريف الفيروسات على أنها طفيليات لا يمكنها إكمال دورة حياتها دون استغلال مضيف مناسب ، وأثبتت Wendell Meredith Stanley أن الفيروسات عبارة عن جسيات رقيقة وليست سائلة ، وقد سمح اختراع المجهر الإلكتروني في عام 1931 بتصور هياكلها المعقدة .