يبدو أن شرب الكحول ليس وحده من يجعل الإنسان مخموراً، ففي حالة غريبة ونادرة، يعاني مريض في الصين من نوع بكتيريا في الأمعاء تجعله مخموراً دون شرب الكحول. ويطلق الأطباء على هذه الحالة النادرة اسم متلازمة الجعة التلقائية، فالجسم يحول الأطعمة الغنية بالسكر أو الكربوهيدرات إلى بكتيريا في الأمعاء وتحول كل ذلك إلى كحول؛ ما ولا يستطيع الجسد في تلك الحالة تحطيم الكحول الناتجة عن البكتيريا مثلما حدث مع هذا الرجل، وذلك وفقًا لما نشرته المجلة الطبية وفي السابق كان يعتقد العلماء أن هذه المتلازمة مرتبطة بكمية عالية من الخميرة الموجودة في الأمعاء، لكن الأطباء الذين حيرتهم حالة المريض أكدوا عدم عثورهم على أي خميرة في أمعائه؛ ولكنهم توصلوا إلى احتواء أمعائه على سلالات عديدة من البكتيريا المعروفة باسم الالتهاب الرئوي كليبسيلا، وهي التي تنتج مستويات عالية من الكحول.يؤدي إلى التسمم وأضرار شديدة في الكبد.

٣ اعراض المرض:

ستتعجب عندما تعلم أن هناك متلازمة تسمى “التخمر الذاتي أو “متلازمة تخمر القناة الهضمية ” ويصاحب هذه المتلازمة النادرة التي تصيب بعض البشر علامات هي ذاتها التي تصاحب حالة “السكر” فيشعر المريض بالغثيان والرغبة في التقيؤ والدوار دون شرب قطرة واحدة من الخمر. يشعر المصابون بمتلازمة التخمر الذاتي بأعراض شبيهة بتلك التي يصاب بها من يتجرعون نسبا كبيرة من الكحول حتى الثمالة، فتزيد نسبة الخميرة في الأمعاء لا سيما بعد تناول الأطعمة التي تحتوي على السكر وتتحول الخميرة إلى إثانول والذي يقوم بزيادة كمية الكحول في الدم من تلقاء ذاته.

٤ : مثال عن هذه الحالة المرضية:

في عام 2016 رصدت سيدة وهي تتأرجح بسيارتها على طول الطريق في حالة من الهذيان وعيونها حمراء وقد رسبت السيدة في العديد من اختبارات الاتزان والتي اشتملت على اختبار تجرع الخمر أيضا حيث وصلت نسبة الكحول في دمها إلى 33 % والتي تعادل أربعة أضعاف الحد القانوني المسموح به. استطاعت سيدة في نيويورك حينها الإفلات من تهمة قيادة السيارة تحت تأثير الكحول بحجة إصابتها بمتلازمة التخمر الذاتي، واكتشف الأطباء فيما بعد عندما فحصوا السيدة ارتفاعا كبيرا في مستوى الخميرة في أمعائها الأمر الذي تسبب بارتفاع نسبة الكحول. وعلى الرغم من سلسلة التبريرات التي قدمتها السيدة أثناء التحقيق معها لم يكن من السهل أن تفلت من التهمة الموجهة إليها لا سيما وأن الحالة التي تتحدث عنها لم تكن منتشرة على نطاق واسع حينها.