الاخوة في الله


بواسطة التلميذ(ة):
الاخوة في الله

١ مقدمة

الإخوة في الله منحة ربانية ونعمه إلهية، يقذفها الله في قلوب المخلصين من عباده والأصفياء من أوليائه، والأتقياء من خلقه؛ قال تعالى: ﴿ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ ﴾ [الفرقان 63

٢ علاقة الاخوة في السعادة:

عن أنس رضي الله عنه قال:/ قال عليه الصلاة والسلام:/ (ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان .../أن يحب المرء لا يحبه إلا لله.../)؛ رواه مسلم وغيره. فالحب في الله سبب لذوق حلاوة الإيمان. • وقال عليه الصلاة والسلام:/ (من سرَّه أن يجد طعم الإيمان، فليحب المرء لا يحبه إلا لله عز وجل)؛ رواه أحمد وسنده حسن. فالحب في الله سبب لوجود طعم الإيمان، هذا في الدنيا، وفي الآخرة أكبر سعادة وأحسن طعمًا. • قال عليه الصلاة والسلام:/ (إن الله يقول يوم القيامة:/ أين المتحابون بحلالي، اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي)؛ رواه أحمد وإسناده حسن. وقال علية الصلاة والسلام:/ (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله .../ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه...)؛ رواه مسلم وغيره. يا له من حديث لمن كان له قلب أو ألقى السمع:/ يوم تدنو الشمس من الرؤوس والزحام وحده يخنق الأنفاس، فالبشرية كلها من لدن آدم إلى آخر رجل قامت عليه الساعة في أرض المحشر، وجهنم تزفر وتزمجر، وقد أُتي بها لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها، وفي ظل هذه المشاهد كلها ينادي الله تعالى على سبعة؛ ليظلهم في ظله يوم لا ظل إلا ظله، من بين هؤلاء السبعة السعداء رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه. • وقال عليه الصلاة والسلام:/ (إن من عباد الله عبادًا يغبطهم الأنبياء والشهداء، قيل:/ من هم لعلنا نحبهم؟ قال:/ هم قوم تحابوا بنور الله من غير أرحام ولا أنساب، وجوههم نور على منابر من نور، لا يخافون إن خاف الناس، ولا يحزنون إن حزن الناس، ثم قرأ:/ ﴿ أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [يونس:/ 62].

٣ المودة والرحمة:

قال عليه الصلاة والسلام:/ (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمّى)؛ رواه مسلم. أيها الأخ الحبيب:/ هل مَثُلُكَ ومثل أخيك كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى أخوك اشتكيت، وإذا احتاج أسرعت إلى قضاء حاجته؟ إنها قضية كبيرة وتحتاج إلى وقفة طويلة. الأخوة تقتضي التعايش الذي يبلغ مداه في الإيثار بالمال وقضاء الحوائج والمشاركة في المحن؛ قال تعالى:/ ﴿ وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ﴾ [الحشر:/ 9]؛ أي:/ ولو كان بهم شدة وفقر. قال محمد بن المنكدر:/ "لم يبق من لذة الدنيا إلا قضاء حوائج الإخوان". قال على بن الحسين لرجل:/ هل يُدخل أحدُكم يده في جيب أخيه، فيأخذ ما يريد بغير إذنه؟ قال:/ لا، قال:/ لستم بإخوان. كان وراق العجلي:/ يأتي بالصُّرر فيها الأربعمائة والخمسمائة، فيودعها أحد إخوانه، ثم يلقاهم بعد ذلك، فيقول:/ انتفعوا بها، فهي لكم. جاء فتح الموصلي إلى أحد إخوانه في منزله وكان غائبًا، فأمر جاريته فأخرجت صندوق ماله ففتحه وأخذ حاجته منه، فأخبرت الجارية مولاها بعد رجوعه، فقال:/ إن صَدقْتِ فأنت حرَّة لوجه الله؛ سرورًا بما فعل صاحبه!

المراجع التي إعتمد عليها التلميذ(ة)

    ١ الشرعية