تلخيص قصير لقصة قارون


بواسطة التلميذ(ة):
تلخيص قصير لقصة قارون

١ مقدمة

قارون هو أحد أغنياء قوم موسى (بنو إسرائيل)، كان لديه الكثير من الثروات حتى إن مفاتيح هذه الثروات كانت ثقيلة تتعب من يحملها.
وقد كان وزيرًا لشؤون العبرانيين لدى فرعون.

٢ حياة قارون قبل تكبره:

من الذي أغوى قارون؟

كان قارون واحدًا من أتباع موسى -عليه السلام- وكان شديد العبادة وقد فاق جميع بني إسرائيل في عبادته، حتى إنَّه اعتزل في أحد الجبال يتعبد ربه أربعين عامًا، وحاول إبليس أن يفتنه بالشياطين لكنهم لم يقدروا عليه، فتمثل إبليس نفسه على صورة رجل ودأب يتعبد معه حتى فاقه في العبادة، فأصبح قارون يتواضع لإبليس أشد التواضع، وبدأ يستدرج قارون فقال له لا نشهد للقوم لا جماعة ولا جنازة فوافقه قارون، ثم جعل بنو إسرائيل يحملون الطعام إليه، فقال له إبليس إنّنا صرنا عالة على القوم، فالرأي أن نخرج في يوم نكسب فيه وباقي الجمعة نعبد الله.

ثم استدرج إبليس قارون أكثر فقال لقارون:/ صرنا لا نتصدق على أحد ولا نساعد أحد، فالرأي أن نعمل يومًا ونتعبّد يومًا، فلمَّا وصل قارون إلى هذه الدرجة تمكَّن منه الشيطان وتركه وانصرف عنه، وفُتحت لقارون الدنيا فنسي ما كان عليه من الزهد والعبادة.

٣ قصة قارون:

يذكر القرآن قصة قارون، وهو من قوم موسى. حدد القرآن زمن القصة فذكر أنها وقعت و‌بنو إسرائيل و‌موسى في مصر قبل الخروج كما ذكر بالقرآن:/ Ra bracket.png وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ Aya-23.png إِلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ Aya-24.png فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ Aya-25.png La bracket.png [سورة غافر، الآيات 23-25].

يذكر القرآن كنوز قارون فيخبر أن مفاتيح الحجرات التي تضم الكنوز، كان يصعب حملها علي مجموعة من الرجال الأشداء. لكن قارون بغى على قومه بعد أن آتاه الله الثراء. ولا يذكر القرآن فيم كان البغي، ليدعه مجهولاً يشمل شتى الصور. فربما بغى عليهم بظلمهم وغصبهم أرضهم وأشياءهم. وربما بغى عليهم بحرمانهم حقهم في ذلك المال. حق الفقراء في أموال الأغنياء. وربما بغى عليهم بغير هذه الأسباب.

ويبدو أن العقلاء من قومه نصحوه بالقصد والاعتدال، وهو المنهج السليم. فحذروه من الفرح الذي يؤدي بصاحبه إلي نسيان من هو المنعم بهذا المال، ونصحوه بأن يعمل لآخرته بهذا المال ولا يقتصر علي نيل الشهوات في الدنيا بل ينفق لآخرته ولا ينسى التمتع في الدنيا بغير إضرار للدين والآخرة. ويذكرونه بأن هذا المال هبة من الله وإحسان، فعليه أن يحسن ويتصدق من هذا المال، حتي يرد الإحسان بالإحسان. وحذروه من الفساد في الأرض، بالبغي، والظلم، والحسد، والبغضاء، وإنفاق المال في غير وجهه، أو إمساكه عما يجب أن يكون فيه.

فكان رد قارون جملة واحدة تحمل شتى معاني الفساد ﴿قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي﴾ لقد أنساه غروره مصدر هذه النعمة وحكمتها، وفتنه المال وأعماه الثراء. فلم يستمع قارون لنداء قومه، ولم يشعر بنعمة ربه.

وخرج قارون ذات يوم علی قومه، بكامل زينته، فطارت قلوب بعض القوم، وتمنوا أن لديهم مثل ما أوتي قارون، وأحسوا أنه في نعمة كبيرة. فرد عليهم من سمعهم من أهل العلم والإيمان:/ ويلكم أيها المخدوعون، احذروا الفتنة، واتقوا الله، واعلموا أن ثواب الله خير من هذه الزينة، وما عند الله خير مما عند قارون.

وعندما تبلغ فتنة الزينة ذروتها، وتتهافت أمامها النفوس وتتهاوى، تتدخل القدرة الإلهية لتضع حدا للفتنة، وترحم الناس الضعاف من إغراءها، وتحطم الغرور والكبرياء، فيجيء العقاب حاسما ﴿فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ﴾ هكذا في لمحة خاطفة ابتلعته الأرض وابتلعت داره. وذهب ضعيفا عاجزا، لا ينصره أحد، ولا ينتصر بجاه أو مال.

وبدأ الناس يتحدثون إلي بعضهم البعض في دهشة وعجب واعتبار. فقال الذين كانوا يتمنون أن عندهم مال قارون وسلطانه وزينته وحظه في الدنيا.

٤ كيف كانت نهاية قارون؟:

فلمَّا غضب موسى -عليه السلام- من قارون وناشد الله -تعالى- أن يغضب له، أمر الله -تعالى- الأرض أن تُطيع موسى بما يشاء، وذهب إلى قومه وقال لهم إنَّ الله بعثني إلى قارون كما بعثني إلى فرعون ومن أراده فليبق معه ومن أرادني فليعتزلهم، فاعتزلهم القوم إلا رجلان، ثم أمر موسى الأرض أن تأخذهم فأخذتهم إلى أقدامهم، ثم أمرها أن تأخذهم فأخذتهم إلى الركب، ثم قال يا أرض خذيهم فأخذتهم إلى الوسط، ثم قال يا أرض خذيهم فأخذتهم إلى أعناقهم وهم يرجون موسى -عليه السلام- أن يكف عنهم ويتوبون إلى الله.

وقارون يناشد موسى بالله -تعالى- وبالرحم التي بينهم حتى ناشده سبعين مرة، وكان موسى لا يلتفت إلى كلامه من شدة غضبه على قارون، وقالها أخيرًا يا أرض خذيه فأخذتهم عن آخرها وأطبقت عليهم.

المراجع التي إعتمد عليها التلميذ(ة)