من هو آخر خليفة عباسي


بواسطة التلميذ(ة):
من هو آخر خليفة عباسي

١ مقدمة

نَشأتِ الدولةُ العباسيّة على أنقاضِ الدولة الأمويّة المُنهارة، والتي تعود في نسبها إلى العباس بن عبد المطلب، وقد قسّمها المؤرخون إلى عصرين أولاهما العصر الذهبي الممتدّ من سنة 132هـ إلى 232هـ، حيث توالى على حكمها خلفاء أقوياء اتسعت في ظل حكمهم رقعة الدولة وازدهرت الحضارة والصناعة والتجارة والعمران والعلم، أما العصر الثاني فيمتد من سنة 232هـ إلى 656هـ، وهو عصر الضعف وتفكك الدولة وانهيار مرافقها؛ نتيجة وجود خلفاء ضعفاء في سُدة الحكم حتى كانت نهاية الخلافة العباسية على يد المغول وسقوط عاصمتهم بغداد في أيديهم ليكون الخليفة المستعصم بالله آخر خليفة عباسي وهو ما سيتمّ التعرّف عليه في هذا المقال

٢ آخر خليفة عباسي :

المستعصم بالله هو آخرُ خليفة عباسيّ حكم في مقرّ الخلافة العباسية بغداد واسمُهُ عبد الله بن منصور وكنيته أبو أحمد، أمّا لقبه الذي حكم به فهو المستعصم بالله، وقد خَلف والده منصور المستنصر بالله سنة 640هـ ليكون الخليفة السابع والثلاثين للدولة العباسية وآخر خلفائها./عُرفَ عن الخليفة المستعصم بالله العديد من خصال الخير والصلاح والالتزام بتعاليم الدِّين والطيبة، لكنه في الوقت نفسه كان يفتقر إلى صفات الخليفة القائد الحاكم صاحب الفِكر والرؤية؛ فافتقر إلى علو الهمة وإلى الشجاعة والإقدام على اتخاذ القرارات الحربية للتوسع أو لدرء الخطر القادم من الشرق، كما افتقر إلى حُسن الإدارة وتسيير أمور الدولة، وفَشِل في توحيد صفوف الناس خاصةً في ظل تعدّد الديانات والمذاهب والأعراق في الدولة العباسية، كما أنه ونظرًا لضعف شخصيته التفّ حوله بطانةٌ سيئةٌ من الوزراء والأعوان ليصبح أمر الدولة بأيديهم، يصرفون أمورها كيف يشاؤون، وكلّ ذلك أسهم في عجز الخليفة عن وقف الزحف المغولي وفكّ الحصار عن بغداد التي سقطت في أيديهم يعيثون فيها الفساد والدمار والقتل والتنكيل بالناس

٣ مقتل الخليفة المستعصم بالله :

تآمر أحدُ وزراء المستعصم بالله مع المغول وهو مؤيّد الدين بن العلقمي، وساعدهم في تنفيذ خُطّة الهجوم والاستيلاء على بغدادَ؛ كونَه وَزيرًا للدولة إذ عَمَد إلى إبعاد الجيش عن العاصمة ووافق الخليفة على ذلك؛ لقلّة إطلاعه على الأمور المتعلقة بأمر جيشه ودولته، إذ كان الوزير صاحب الأمر والنهي الذي قلل عدد الجيش إلى عشرة آلاف مقاتلٍ فقط مما سهل الأمر أمام هولاكو قائد المغول في دخول بغداد وإسقاط عاصمة الخلافة العباسية، وقتل الخليفة نفسه في يوم الأربعاء الرابع عشر من شهر صفر سنة 656هـ، وكان يبلغ من العمر آنذاك ستةً وأربعين عامًا مع اختلاف المؤرّخين في الكيفية التي قُتلَ فيها لمهابةِ المغولِ من قتلِه فقيل:/ رفسًا أو ضربًا أو غرقًا أو خنقًا وأيًا كانت الطريقة؛ فبمقتلِ آخر خليفة عباسيّ انطوت صفحة الدولة العباسيّة.

المراجع التي إعتمد عليها التلميذ(ة)