تشارلي تشابلن


بواسطة التلميذ(ة):
تشارلي تشابلن

١ مقدمة

السير تشارلز سبنسر تشابلن (بالإنجليزية: Sir Charles Spencer Chaplin) يشتهر بلقب "تشارلي تشابلن" ‏(16 أبريل 1889 - 25 ديسمبر 1977)، وهو ممثل كوميدي إنجليزي، ومخرج وملحن وكاتب سيناريو ذاع صيته في زمن الأفلام الصامتة.
أصبح "تشابلن" أيقونة في جميع أنحاء العالم من خلال شخصيته الشهيرة "المتشرد، الصعلوك أو المتسَكِّع"، ويعتبر من أهم الشخصيات في تاريخ صناعة السينما.
امتدت حياته المهنية لأكثر من 75 سنة، من بداية طفولته في العصر الفيكتوري وحتى قبل وفاته بسنة، شملت التملق والجدل.
عاش "تشابلن" في طفولة تعيسة في لندن يتخللها الفقر الشديد والمشقة.
وقد كان والده سكيرا غائبا معظم الوقت عنه وكانت والدته تكافح لكسب المال وقد أٌدخلت مصحة الأمراض النفسية عدة مرات، تم إرساله إلى الإصلاحية مرتين قبل سن التاسعة.
بدأ "تشابلن" الأداء المسرحي في سن مبكرة، يتجول في القاعات الموسيقية وبعد ذلك عمل كممثل مسرحي وكوميدي.
وعندما بلغ سن 19 وقع عقدا مع شركة "فريد كارنو" المرموقة، التي أرسلته إلى الولايات المتحدة، مما أتاح له الاطلاع على الصناعة السينمائية، وفي عام 1914 بدأ نجمه بالظهور مع "استوديوهات كيستون".
وسرعان ما ابتكر شخصية "الصعلوك" التي شكلت قاعدة جماهيرية كبيرة.
بدأ "تشابلن" بأخراج أفلامه الخاصة بشكل مبكر، واستمر في صقل مهنته وتنقل بين "استوديوهات إساناي وموتوال للأفلام وفيرست ناشيونال.
وبحلول عام 1918 اصبح احد أكثر الشخصيات المعروفة في العالم.
في عام 1919، شارك "تشابلن" في تأسيس شركة التوزيع "يونايتد آرتيست"، التي جعلته يتحكم بأفلامه بشكل كامل.
وكان فيلم "الطفل (1921)" أول فيلم طويل له، يليه "امرأة باريس (1923)"، "حمى الذهب (1925)"، و"السيرك (1928)".
وفي ثلاثينات القرن العشرين رفض الانتقال إلى السينما الناطقة، وبدلاً من ذلك انتج فيلم "أضواء المدينة (1931)" و"الأزمنة الحديثة (1936)" بدون حوار صوتي.
أصبح "تشابلن" يميل إلى السياسة بشكل متزايد، وكان فيلمه التالي "الديكتاتور العظيم (1940)"، تهجم فيه على "أدولف هتلر".
في أربعينات القرن العشرين كثر الجدال حول "تشابلن"، وانخفضت شعبيته بسرعة.
وبدأت تتوالى عليه بعض المشاكل مثل أتهامه بالتعاطف مع الشيوعية، وتورطه في دعوى نسب أبوة، وبفضيحة زواجه من قاصر.
وقد افتتح مكتب التحقيقات الفدرالي تحقيق في كل ذلك، واضطر "تشابلن" حينها إلى مغادرة الولايات المتحدة والإقامة في سويسرا.
تخلى عن شخصية "الصعلوك" في أفلامه الأخيرة، مثل فيلم "السيد فيردو (1947)"، "الأضواء (1952)"، "ملك في نيويورك (1957)"، و"الكونتس من هونغ كونغ (1967)".
كان "تشابلن" في معظم أفلامه يكتب، يخرج، ينتج، يحرر ويلحن الموسيقى.
وكان طموحه الكمال، فقد مكنته استقلالية المالية في قضاء سنوات في التطور والإنتاج التصويري.
تميزت أفلامه بالكوميديا التهريجية التي تختلط مع العاطفة، تجسدت في نضال المتشرد ضد الشدائد.
ويحتوي العديد منها على المواضيع الاجتماعية والسياسية، فضلا عن العناصر التي تتعلق بالسيرة الذاتية.
في عام 1972، وكجزء من التقدير المتجدد لأعماله، حصل "تشابلن" على جائزة الأوسكار الفخرية مقابل "الأثر الكبير في صناعة الصور المتحركة كشكل فني في هذا القرن".
واستمر اهتمامه بأن تكون أفلامه "حمى الذهب"، "أضواء المدينة"، "الأزمنة الحديثة"، و"الديكتاتور العظيم" مصنّفة على قوائم أعظم صناعة للأفلام مرت على التاريخ.

٢ سيرته الذاتية:

ولد "تشارلز سبنسر تشابلن" يوم 16 أبريل 1889./ من أبوين إنجليزيين هما "تشارلز تشابلن الأب" و "هانا هارييت شابلن"، ولا يوجد أي سجلات رسمية عن مكان ولادته، حيث يعتقد "تشابلن" أنه ولد في الشارع الشرقي، والورث، جنوب لندن./، وقد ولد "تشابلن" بعد زواج والديه بأربع سنوات، الوقت الذي أصبح فيه "تشارلز الأب" الراعي القانوني لابن "هانا" الغير الشرعي سيدني جون هيل./ منذ ولادة "تشابلن" كان والداه يعملان فنانين بقاعة الموسيقى./ وكانت أمه "هانا" ابنة الإسكافي، ذات حياة مهنية قصيرة وفاشلة، وكان اسمها المسرحي "ليلى هارلي"، بينما الأب "تشارلز" كان ابن جزار، و مغنيا شعبيا./ بالرغم أنهما لم يتطلقا أبدًا، إلا أن علاقتهما بدأت بالتزعزع بحلول عام 1891 وانفصلا بعدها./ في السنة التالية، أنجبت "هانا" ابنها الثالث "جورج ويلر درايدن" من فنان القاعة الموسيقية الترفيهي ليو درايدن./ وقد تربى عند أبيه عندما بلغ ستة شهور و لم يدخل في حياة "تشابلن" مدة 30 سنة./ عاش "تشابلن" في طفولته حياة تعيسة فيها الفقر والمشقة، وهذا ما جعل مسيرته النهائية كما قال كاتب سيرته "ديفيد روبنسون" بأنها "أكثر القصص الدرامية التي ذكرت بالتاريخ عن التحول من حياة الفقر إلى حياة الثراء"./ أمضى "تشابلن" سنواته الأولى مع والدته وشقيقه سيدني في مقاطعة كينينجتون في لندن؛ ولم يكن لوالدته أية وسيلة للدخل، غير الرعاية المؤقتة والحياكة، ولم يكن لـوالده أي دعم مالي./ ونظرا لتدهور الوضع، فقد تم إرسال "تشابلن" عندما كان عمره سبع سنوات إلى إصلاحية لامبث./ ثم أرسل إلى مدرسة مقاطعة وسط لندن الخاصة بالفقراء، التي يذكرها "تشابلن" فيما بعد بـ"الحياة اليائسة"./ عاد إلى والدته بعد 18 شهرا ومكث معها فترة بسيطة ثم أُعيد إلى الإصلاحية في يوليو 1898./ ثم أُرسل الولدين إلى مدارس نوروود، المؤسسة الأخرى للأطفال الفقراء./ كانت حياة "تشابلن" مع أمه حياة فقيرة، إلا أنها ملهمة، حيث كانت "هانا تشابلن" تقص على أطفالها قصصاً درامية، كما أنها علمتهم الكثير عن المسرح والموسيقى، لكن الأم كانت تعاني من مرض عقلي ناتج عن إصابتها بمرض الزهري من الدرجة الثالثة، بالإضافة إلى سوء التغذية، فبدأت تظهر عليها أعراض الجنون، إذ كانت تصرخ على الناس في الشارع، كما دخلت نوبات اكتئاب شديدة، إلى أن نُقلت إلى مصحة "كان هيل" للأمراض العقلية في سبتمبر 1898./ خلال الشهرين التي كانت "هانا" في المصحة، أرسل "تشابلن" وشقيقه "سيدني" للعيش مع والدهما، اللذان كانا لا يعرفانه جيدا./ كان والدهما وقتها مدمن كحول، وقاسيا عليهما مما ارغم الجمعية الوطنية لمنع القسوة ضد الأطفال على الزيارة والتحقيق./ توفي "تشابلن الأب" بعد عامين، بعمر 38 عاماً، بسبب تليف الكبد./ تحسنت صحة "هانا" ولكنها مرضت مرة أخرى في مايو 1903./ ثم أخذ "تشابلن" والدته وهو في سن الرابعة عشر إلى العيادة ومنها أرسلت مرة أخرى إلى "كان هيل"./ واصبح "تشابلن" وحيدا لعدة أيام يبحث فيها عن الطعام وينام أحياناً في العراء، حتى عاد أخوه "سيدني" – الذي التحق قبل سنتين بالقوات البحرية –./ بعد ثمانية أشهر خرجت والدتهم من المصحة، في مارس 1905 عاد لها المرض مرة أخرى، ولكن بشكل دائم هذه المرة./ كتب "تشابلن" في وقت لاحق:/"لا يوجد شيء يمكن أن نفعله ولكن تقبلنا مصير أمنا الفقيرة"، وبقيت تحت الرعاية حتى توفيت عام 1928./

٣ الأداء الأولي:

في عام 1894 عندما كان "تشابلن" بعمر الخمس سنوات، ذهب بصحبة والدته إلى مسرح "كانتين" في مدينة ألدرشوت، كانت والدته تظهر على خشبة المسرح باسمها الفني "ليلي هارلي"، وكان "تشابلن" يقف خلف الكواليس يراقبها وهي تغني، وفجأة أصيبت بحبالها الصوتية وتلعثمت ثم بدأ الجمهور يطلق صيحات الاستهجان، وبدأوا بقذفها./ هرع "تشابلن" إلى خشبة المسرح وأنهى الأغنية بدل والدته، وقد ابهر الجميع وصفق له الجمهور وقذفوا إليه القطع النقدية، وكان هذا حدثاً فريدا./ وبحلول الوقت عندما كان بالتاسعة من عمره بدأ "تشابلن" وبالتشجيع من والدته في تنمية أدائها./ في وقت لاحق كتب:/ "[أنها] ملأتني بالشعور بأن لي شيء من الموهبة"./ من خلال اتصالات والده مع أمه اقترح عليها الحاق "تشابلن" بفرقة "فتيان لانكشاير الثمانية" التي كان يديرها السيد "جاكسون" الذي كان على علاقة بوالد "تشابلن"، وكانت هذه الفرقة تؤدي رقصة القبقاب، وقد قامت بجولة في قاعات الموسيقى الإنجليزية طوال الفتر بين عامي 1899 و 1900./ عمل "تشابلن" بجد، وكان عمله مكتظا بالجماهير، إلا أنه لم يكن يرغب بالرقص وكان يفضل أن يؤدي المشاهد الكوميدية./ خلال السنوات التي كان "تشابلن" يجول مع فرقة "فتيان لانكشاير الثمانية"، كانت والدته تتأكد أنه لا يزال يحضر المدرسة، ولكن عندما بلغ سن 13 تخلى عن التعليم./ وبدأ يعمل في عدة أعمال، وفي نفس الوقت بدأ يهتم في طموحه ليصبح ممثلا./ عندما كان في سن 14، وبعد وقت قصير من انتكاسة والدته، سجل مع وكالة بلاكمور المسرحية في الطرف الغربي للندن./ وفي مسرح "تشارلز فرومان" قابل السيد "هاملتون" مدير المسرح، وبعد المقابلة أحس المدير بإمكانيات "تشابلن"، وفورا أعطاه دور بائع الصحف في مسرحية "جيم، رومانسية كوكاين" لـ"هاري آرثر سانتسبوري"./ بدأ العرض في يوليو 1903، ولكنه لم يكن ناجحاً واغلق بعد أسبوعين./ لاقى أداء "تشابلن" الهزلي الثناء والتقدير في التقييمات النقدية./ جهز "هاري سانتسبوري" دورا لـ"تشابلن" في مسرحية "شرلوك هولمز" من إنتاج "تشارلز فرومان"، لعب فيه بدور "بيلي" خادم الفندق، وكانت في ثلاث جولات على الصعيد الوطني، كان أداؤه رائعا وبعدها استدعى إلى لندن للعب دور بجانب "ويليام جيليت"، هولمز الأصلي./ ويقول "تشابلن" عن هذه اللحظة:/ "أنها كبشري من السماء"./ عندما بلغ "تشابلن" سن 16، تألق في مسرحيات من إنتاج الطرف الغربي في مسرح دوق يورك من أكتوبر إلى ديسمبر 1905./ وفي بداية عام 1906 أنهى جولته النهائية لمسرحية "شرلوك هولمز"، قبل أن يغادر المسرحية بأكثر من عامين ونصف./

٤ الكوميديا المسرحية والفودفيل:

عثر "تشابلن" على عمل في شركة جديدة، وذهب معها في جولة مسرحية برفقة شقيقه "سيدني" في مشهد كوميدي قصير يسمى "تصليحات"./ وفي مايو 1906، وجد "تشابلن" دورا للتمثيل في مسرحية "سيرك كازي"، وقد ساعدته في تطوير مهاراته االتهريجية وفورا اصبح نجم العرض./ وفي يوليو 1907 انتهت جولة التمثيل المسرحي، وعندما بلغ سن 18 أصبح كوميديا بارعا./ ناضل لكي يعثر على المزيد من العمل، وكانت محاولاته في التمثيل المنفرد فاشله./ وخلال عام 1906، كان "سيدني تشابلن" قد انضم إلى شركة "فريد كارنو" المرموقة، وبعد سنتين أصبح نجم فرقة رئيسية./ في فبراير، تمكن "سيدني" من تأمين فرصة تجريبية لشقيقه الأصغر لمدة أسبوعين./ كان "كارنو" في البداية حذراً، يعتقد أن "تشابلن" "شاب شاحب، ضئيل، كئيب الشكل" و"يبدو كثير الخجل عند قيامه بأي عمل مسرحي"./ ولكن هذا الشاب لم يكن يثق بقدراته صنع ضجة قوية في ليلته الأولى في "استاد لندن"، وبعدها تم توقيع العقد معه فورا./ كان "تشابلن" قد بدأ بتمثيل أجزاء لسلسلة بسيطة، ثم تقدم إلى الأدوار البطولية في عام 1909./ وفي أبريل 1910، أعطيت له زمام المبادرة في مشهد مسرحي هزلى جديد اسمه "جيمي الشجاع"، وكان ناجحا./ وتلقي "تشابلن" الاهتمام الكبير من الصحافة./ عندما عاد "ألفريد ريفز" مدير فرقة "كارنو" الأمريكية، إلى أنجلترا وكان يبحث عن دور أول يرافقه إلى شمال أمريكا، وجد "تشابلن" أن هذه فرصة عظيمة لتحقيق حلمه في الذهاب إلى أمريكا، ومن حسن حظه رأى "ألفريد" مهاراته، وطلب "ألفريد" من "كارنو" أن يكون "تشابلن" أحد أعضاء فرقة الفودفيل المتجولة أمريكا الشمالية./ وكان "تشابلن" على رأس العرض وقد أعجب المشاهدين، وقد قالوا عنه "أنه أفضل فنان إيمائي رأيناه هنا"./ وكان أكثر دور ناجح له وهو في حالة سكر واطلق عليه "السكير المتأنق" حيث لاقى قبولا واسعا./ كان برفقة الفرقة الكوميدي الشهير "آرثر ستانلي جيفرسون" المعروف باسم "ستان لوريل" الذي اصبح هو الآخر ممثلا كوميديا شهيرا فيما بعد في سلسلة "لوريل وهاردي"، وقد تشارك مع "تشابلن" الغرفة في السفينة./ استمرت الفرقة تتجول مدة 21 شهرا، وعادت إلى إنجلترا في يونيو 1912./ كانت العودة تقلق "تشابلن"، يقول عن ذلك في مذكراته أن:/"لدي شعور بالقلق من أن اغرق مرة أخرى في الاكتئاب المبتذل"، ولم يبتهج إلا عندما بدأت الجولة الثانية في شهر أكتوبر./

٥ 1917-1914: دخول الأفلام:

خلال الستة أشهر من جولة أمريكيا الثانية، جاءت برقية إلى السيد "ريفز" تدعو من "تشابلن" إلى الانضمام لشركة نيويورك السينمائية./ لأن ممثلي الشركة ومنهم السيد "ماك سينيت" قد شاهدوا أدائه حين لعب دور السكير في قاعة الموسيقى الأمريكية، وكانو يعتقدون بأنه قد يكون بديلا عن "فريد ميس" نجم "استوديوهات كيستون"، الذي ينوي المغادرة./ لم يكن "تشابلن" متحمسا للعمل في السينما وكان يعتقد "تشابلن" أن كوميديا كيستون عبارة عن :/"مزيج بسيط من الخشونة والقعقعة"، ولكنه أحب فكرة العمل في الأفلام بقوله:/ "ومع ذلك، ستعني لي حياة جديدة./" كانت شروط العقد أن يمثل ثلاثة أفلام في الأسبوع مقابل 150 دولار في الأسبوع، ولكن "تشابلن" طلب بأن لا تقل عن 200 دولار، لكن رفض هذا الطلب وعرض عليه عقد لمدة سنة على أن يدفعوا 150 دولارا (تعادل 3٬579 دولار في 2016) في الأسبوع على مدى الثلاثة أشهر الأولى، و175 في الستة أشهر الباقية، وهو مبلغ يمثل أكثر مما تقدمه فرقة "كارنو"./ وفي سبتمبر 1913 التقى "تشابلن" مع الشركة ووقع العقد./ عندما وصل "تشابلن" إلى لوس أنجلوس، موطن "استوديوهات كيستون"./ قابل رئيسها ماك سينيت، وعندما رأى "تشابلن" بدا عليه القلق من عمره حيث كان 24 عاماً وأنه يبدو صغيرًا جداً، ولأنه كان معتادا على الكوميديين الأكبر سنا./ ولم يدخله في التصوير حتى أواخر يناير، وخلال هذه الفترة كان "تشابلن" يتعرف على خطوات صناعة الأفلام./ وبعد ذلك بدأ بتمثيل أول فيلم قصير له اسمه "كسب العيش"، وتم عرضه في 2 فبراير 1914./ كان "تشابلن" يكره التصوير بشدة، لكن تم ترشيحه من أحد النقاد وقال عنه أنه "كوميدي من الطراز الأوّل"./ وعند مثول "تشابلن" أمام الكاميرا للمرة الثانية، اختار زيا فريدا جعل منه مميزا./ وقد وصف هذه العملية في سيرته الذاتية:/ أصبحت شخصية "الصعلوك" في فيلم "مأزق مابل الغريب" معروفة للجميع، لأنها كانت قد ظهرت لأول مرة إلى الجمهور في فيلم "سباقات سيارات الأطفال في فينيسا" الذي قد تم تصويره بعد فيلم "مأزق مابل الغريب" ولكنه صدر قبله بيومين./ اعتمد "تشابلن" هذه الشخصية في شاشته وحاول تقديم مقترحات بخصوص الأفلام التي سيظهر فيها، وقوبلت بالرفض من قبل المخرجين./ وأثناء تصويره الحادي عشر لفيلم "مابل على المقود"، اختلف مع مخرجة الفيلم "مابل نورماند"، وتم إحلال عقده./ لكن "سينيت" لا زال متمسكا به، وخصوصا عندما تلقي طلبات من العارضين لأفلام أكثر من "تشابلن"./ كما أن "سينيت" سمح لـ"تشابلن" بأن يخرج فيلمه التالي بنفسه بعد أن أخذ وعد من تشابلن أن يدفع مبلغ 1,500 دولار (تعادل 35٬793 دولار في 2016) إذا فشل الفيلم./ في 4 مايو 1914 صدر فيلم "عالق في المطر"، وكان أول فيلم بإخراج "تشابلن" وقد حقق ناجحا باهرا./ وبعد ذلك قام بإخراج جميع الأفلام القصيرة لاستوديوهات كيستون التي يظهر فيها، وكانت بمعدل فيلم كل أسبوع تقريبا وقد حصل على علاوة تشجيعية مقدراها 25 دولار عن كل فيلم، وهذه الفترة تعتبر الأكثر إثارة في حياة "تشابلن" المهنية كما ذكر في مذكراته./ تقدم أفلام "تشابلن" أشكالا كوميدية أبطأ من ما تقدمه كيستون من كوميديا نموذجية، وكون قاعدة جماهيرية كبيرة./ في نوفمبر 1914، أصبح لـ"تشابلن" دور داعم في أول فيلم كوميدي طويل، وقد حاز فيلم "رومانسية تيلي المثقوبة" من إخراج "سينيت" وبطولة "ماري دريسلر" على نجاح تجاري وزيادة شعبيته./ عندما حان الوقت لتجديد العقد في نهاية السنة، طلب "تشابلن" مبلغ 1,000 دولار في الأسبوع (تعادل 23٬862 دولار في 2016) – لكن "سينيت" رفض هذا المبلغ المبلغ الكبير./ في أحد الأيام تلقى "تشابلن" مكالمة هاتفية من "كارل لامل " مؤسس شركة يونيفرسال ستوديوز وكان مستعدا أن يدفع 12 سنت عن كلل قدم من الفيلم./ لكن "تشابلن" أراد تحكم أكبر لأفلامه ووقتا أكثر لتحسينها./ وبدأ "تشابلن" في التفكير في تكوين شركته الخاصة وأن يصبح مستقلا./ لكنه كان قلقا من العبء الإداري./ حاول أن يجذب اهتمام شقيقه "سيدني" في الشراكة معه./ كان يقدر مهارات "سيدني" في الإدارة، وقال له :/"كل ما نحتاجه هو كاميرا وخلفيه"، لكن "سيدني" الذي كان يعمل برفقة "تشابلن" في كيستون، لا يزال ملتزما بالعقد مع "سينيت"./

٦ 1938-1923: الملامح الصامتة:

بعد أن أنجز كامل العقد مع فيرست ناشيونال، أصبح "تشابلن" حرا في تصوير أفلامه كمنتج مستقل./ في نوفمبر عام 1922، بدأ بتصوير فيلم "امرأه باريس"، وكانت تحكي عن الدراما الرومانسية لعاشقين مشؤومين./ وكان هدفه أن يجعله أداة لصنع النجمة إدنا بيرفيانس، ولم يظهر "تشابلن" في الفيلم بل اكتفى بالإخراج فقط./ كان يتمنى أن يكون الفيلم أقرب للواقعية وقد طلب من الممثلين أن يقدموا أداء جيد، مبينا أن في الحياة الحقيقية "المرأة والرجل يحاولان إخفاء مشاعرهم بدلاً التعبير عنها"./ عرض فيلم "امرأة باريس" في سبتمبر 1923./ لم يكن للجمهور إقبال للفيلم بسبب غياب "تشابلن"، وكان شباك التذاكر مخيبا للآمال./ وأصيب المنتج السينمائي بسبب هذا الفشل -لأنه منذ فترة طويلة كان يريد أن ينتج فيلم دراماتيكي وأن يكون فخورا بالنتيجة- وتم سحب الفيلم من السوق بأسرع ما يمكن./ عاد "تشابلن" إلى الكوميديا كي يبدأ مشروعه التالي./ ووضع له معايير عالية، قال لنفسه:/ "يجب أن يكون الفيلم القادم ملحمة! شيئا عظيما للغاية!"، مستوحاة من صورة فوتوغرافية لـحمى ذهب كلوندايك عام 1898، ومن قصة "جماعة دونر" من عام 1846–1847، وصنع ما يقوله "جيفري ماكناب" :/ ("كوميديا ملحمية خارج الموضوع القاسي")./ في فيلم "حمى الذهب" يكون "الصعلوك" وحيدا ينقب عن الذهب ويكافح الشدائد ويبحث عن الحب./ أختار "تشابلن" الممثلة "جورجيا هيل" كممثلة رئيسية جديدة في هذا الفيلم، وبدأ تصوير الفيلم في فبراير 1924./ كلف أنتاجه المتقن تقريبا مليون دولار، تشمل موقع التصوير في جبال تروك مع 600 كإضافات، وتجهيزات مبالغ فيها مع بعض التأثيرات الخاصة./ ولم يصور المشهد الأخير حتى مايو 1925، أي بعد 15 شهرا من بداية التصوير./ شعر "تشابلن" أن فيلم "حمى الذهب" أفضل ما قدمه إلى تلك اللحظة./ وعرض في أغسطس 1925 وأصبح أحد أعلى الأفلام الصامتة تحقيقا للأرباح، حيث حقق مبلغ 5 مليون دولار./ تحتوي الكوميديا فيه على بعض أشهر اللقطات المضحكة لـ"تشابلن"، مثل الصعلوك وهو يأكل حذاءه و"رقصة الخبز"./ اطلق "ماكناب" على الفيلم عبارة "فيلم تشابلن المثالي"./ وذكر "تشابلن" عند عرض الفيلم "هذا الفيلم الذي أريد أن يتم تذكري به"./

٧ فيلم "أضواء المسرح" والطرد من الولايات المتحدة:

رغم أن "تشابلن" استمر في أنشطته السياسية في السنوات التي تلت فيلم "السيد فيردو" الذي فشل في أمريكا، إلا أن فيلمه التالي كان خاليا من المواضيع السياسية، وتدور أحداثة عن كوميديا الفودفيل المنسية وراقصة البالية الشابة./ يتحدث فيلم "أضواء المسرح" عن السيرة الذاتية، ليس عن طفولة "تشابلن" وحياة والديه فحسب بل أيضا عن خسارة شعبيته في الولايات المتحدة./ يشمل طاقم الفيلم عدد من أفراد أسرته، منهم خمسة من أبنائه الأكبر سنا وأخيه الغير شقيق "ويلر درايدن"./ بدأ تصوير الفيلم في نوفمبر 1951، حيث أمضى "تشابلن" ثلاث سنوات يعمل على هذه القصة./ ويهدف إلى أسلوب أكثر جدية من أي فيلم مضى، استخدم كلمة "حزن" بشكل منتظم عند شرح خططه للنجمة المشاركة "كلير بلوم"./ قدم فيلم "أضواء المسرح" الممثل "باستر كيتون" كمحجوب (نكروديتيد)، والذي وضعه "تشابلن" كشريك مسرحي في المشهد الإيمائي./ وهذه هي المرة الأولى التي يعمل فيها كوميديين معا./ قرر "تشابلن" أن يكون العرض الأول لفيلم "أضواء المسرح" في لندن./ وعندما غادر لوس أنجلوس، قال في نفسه أنه لن يعود./ وفي 18 سبتمبر 1952 في نيويورك، استقل سفينة البريد الملكي للملكة إليزابيث مع أسرته متجها إلى إنجلترا./ فوجد "إدغار هوفر" الفرصة المناسبة لطرد "تشابلن" من أمريكا، وفي اليوم التالي ألغى النائب العام جيمس مكجرانيري تصريح عودة "تشابلن"، وطلبوا إخضاعه للتحقيق بشأن آرائه السياسية والسلوك الأخلاقي في حال أراد العودة إلى الولايات المتحدة الأمريكية./ وعلى الرغم من أن "مكجرانيري" قد صرح للصحافة بأن لديه "قضية لا بأس بها ضد تشابلن"، إلا أن "مالاند" قد فصل ذلك مستنداً إلى ملفات مكتب التحقيقات الفدرالي الذي تم إصداره في الثمانينات، وأن حكومة الولايات المتحدة لا تملك أي دليل حقيقي في منع عودة "تشابلن"./ ومن المرجح أنه قد يستطيع الدخول إذا طلب ذلك./ ومع ذلك، عندما تلقي "تشابلن" برقية الخبر، قرر شخصيا أن يقطع علاقاته مع الولايات المتحدة:/ امتنع "تشابلن" عن قول أي شيء سلبي للصحافة عن موضوع ممتلكاته التي ظلت في أمريكا./ وقد جذبت هذه الفضيحة انتباه الغالبة العظمى، لكن في أوروبا استقبل "تشابلن" وفيلمه استقبالا حارا./ واستمرت معاداته في أمريكا، وبالرغم من أن فيلمه "أضواء المسرح" تلقى بعض التقييمات النقدية الإيجابية، إلا أنه تعرض لمقاطعة واسعة النطاق./ وانعكاسا لذلك، كتب "مالاند" عن أن سقوط "تشابلن" لم يسبق له مثيل، وعن مستوى الشعبية :/ "قد تكون الأكثر مأساوية في تاريخ النجومية في أمريكا"./

٨ 1977-1953: السنوات الأوروبية:

لم يحاول "تشابلن" العودة إلى الولايات المتحدة بعد أن ألغيت تأشيرته، وبدلاً من ذلك أرسل زوجته لتحل بعض القضايا المتعلقة به./ وقرر الاثنان العيش في سويسرا، وفي يناير 1953 انتقلت العائلة إلى مسكنهم الدائم:/ (مينور دي بان)، وهو عبارة عن عقار بمساحة 14 هكتار (35 فدان) مطل على بحيرة جنيف في كورسير-سور-فيفي./ في مارس عرض "تشابلن" منزله في الذي يقع في الولايات المتحدة في بيفرلي هيلز للبيع بالإضافة إلى الاستوديو الخاص به، وتخلى عن تصريح عودته في أبريل./ وفي السنة التالية، تخلت زوجته عن جنسيتها الأمريكية وأصبحت مواطنة بريطانية./ وقطع "تشابلن" آخر علاقاته المهنية مع الولايات المتحدة في عام 1955، عندما باع ما تبقى من حصته في يونايتد آرتيست، التي كانت تعاني من صعوبات مالية منذ بداية أربعينات القرن 20./ وخلال خمسينات القرن العشرين استمرت شخصية "تشابلن" مثيرة للجدل، لا سيما بعد حصوله على جائزة السلام الدولية بقيادة مجلس السلام العالمي الشيوعي، بعد لقاءاته مع "تشو ان لاى" و"نيكيتا خروتشوف"./ في عام 1954 بدأ في إعداد فليمه الأوروبي الأول "ملك في نيويورك"./ وقد أخذ دور الملك المنفي الذي يود اللجوء في الولايات المتحدة، وقد أضاف "تشابلن" العديد من تجاربه الأخيرة في السيناريو./ أخذ ابنه "مايكل" دور الصبي الذي كان والديه مستهدفين من قبل مكتب التحقيقات الفدرالي، بينما شخصية "تشابلن" تواجه اتهامات بالشيوعية./ في هذا الفيلم يسخر الهجاء السياسي من "لجنة التحقيق الخاصة بالأنشطة المعادية لأمريكا" (HUAC) وقد هاجم العناصر الثقافة لخمسينات القرن العشرين-ومن ضمنها حماية المستهلك، والجراحة التجميلية، وسينما الشاشة العريضة./ وبالنسبة للنقد، فقد صرح الكاتب المسرحي "جون أوسبورن" بأنه فيلم "تشابلن" "الأعنف" و"الشخصية الأكثر صراحة"./ أسس "تشابلن" شركة إنتاج جديدة، "آتيكا"، مستخدما استوديوهات شيبرتون في التصوير./ أثبتت تجربة التصوير في إنجلترا صعوبة بالغة، مقارنة باستخدامه استوديو هوليوود الخاص به مع طاقمه المعتاد، ولم يعد لديه وقت كاف للإنتاج./ وكما بين "روبنسون" أن هذا قد أثر على جودة الفيلم./ عرض فيلم "ملك في نيويورك" في سبتمبر 1957، وكانت الانتقادات عليه متباينة./ ومنع "تشابلن" الصحفيين الأمريكيين من تغطية العرض في باريس، وقررت عدم عرضه في الولايات المتحدة./ وقد حد هذا من الإيرادات بشكل كبير، بالرغم من أنه حقق نجاحا تجاريًا مقبولا في أوروبا./ ولم يعرض فيلم "ملك في نيويورك" في أمريكا حتى عام 1973./

٩ الأعمال النهائية وتجديد الشكر:

في العقدين الأخيرين من حياته قرر "تشابلن" التركيز على إعادة تحرير وتسجيل أفلامه القديمة لإعادة إصدارها، وضمان حقوق الملكية والتوزيع./ وفي مقابلة أقيمت معه عام 1959 في عيد ميلاده السبعين، ذكر "تشابلن" أنه لا يزال هناك "مجالاً للرجل البسيط في عصر الذرة"./ وكان أول الأفلام التي أعيد إصدارها فيلم "مجلة تشابلن" (1959)، والتي تضمنت إصدارات جديدة من فيلم "حياة كلب"، و"أسلحة الكتف"، و"الحاج"./ بدأ الجو السياسي بتغيير في أمريكا وتم توجيه الاهتمام مرة أخرى إلى أفلام "تشابلن" بدلاً من آرائه./ في يوليه 1962، نشرت "نيويورك تايمز" افتتاحية تقول:/ "أننا لا نعتقد أن الجمهورية ستكون في خطر إذا سمح للصعلوك الذي لم يُنسى أن يسلك لوح العبور إلى باخرة أو طائرة إلى الموانئ الأمريكية"./ في نفس الشهر، حصل "تشابلن" على الدكتوراه الفخرية في الآداب من جامعتي أوكسفورد ودرم./ وفي نوفمبر 1963، بدأ مسرح بلازا في نيويورك بعرض سلسلة أفلام "تشابلن" على مدار السّنة كفيلمي "السيد فيردو" و"أضواء المسرح"، التي نالت تقييم ممتاز من النقاد الأمريكيين./ شهد شهر سبتمبر 1964 إطلاق مذكرات "تشابلن"، (سيرتي الذاتية)، التي كان يعمل عليها منذ 1957./ يحتوي الكتاب على 500 صفحة، مركزا على سنواته الأولى وحياته الشخصية، وأصبح أكثر الكتب مبيعاً في العالم، رغم الانتقادات بسبب قلة المعلومات عن مشواره السينمائي./ بعد نشر مذكراته بوقت قصير، بدأ "تشابلن" العمل على فيلم "كونتيسة من هونج كونج" (1967)، وهو عبارة عن كوميديا رومانسية مستندة إلى سيناريو كتبته "بوليت غودارد" من قبل في ثلاثينات القرن 20./ أعد الفيلم على عابرة محيطات، وكان ببطولة "مارلون براندو" في دور سفير أمريكا و"صوفيا لورين" في دور مسافرة هاربة وجدها في مقصورته./ يختلف إنتاج هذا الفيلم عن أفلام "تشابلن" السابقة في عدة نواحي./ استخدم فيه لأول مرة التصوير بالألوان والشاشة العريضة، في حين أنه ركز على الإخراج، والظهور على الشاشة فقط في دور ثانوي كخادم مصاب بدوار البحر./ وقد وقع اتفاقا مع "يونيفرسال ستوديوز" وعين "جيروم إبستين" مساعدا له في الإنتاج./ سدد "تشابلن" مبلغ 600,000 دولار للمخرج، كنسبة من الإيرادات الإجمالية./ وقد عرض فيلم "كونتيسة من هونج كونج" لأول مرة في يناير 1967، تعرض لنقد سلبي، وفشل في شباك التذاكر./ أصيب "تشابلن" بإحباط بسبب ردة الفعل السلبية للفيلم، مما جعله الفيلم الأخير له./ في أواخر ستينات القرن العشرين بدأ "تشابلن" يتعرض لسلسلة من الجلطات الدماغية الطفيفة، مما يدل على بداية تدني حالته الصحية./ وعلى الرغم من هذه النكسات، سرعان ما كتب سيناريو لفيلمه الجديد "غريب الخلقة"، وهي قصة فتاة تملك أجنحة وجدت في أمريكا الجنوبية، والتي ينوي أن يجعل أبنته "فيكتوريا" تأخذ هذا الدور كوسيلة للنجومية./ لكن حالته الصحية منعته من تحقيق هذا المشروع./ في أوائل سبعينات القرن 20، ركز "تشابلن" على إعادة إطلاق أفلامه القديمة، مثل "الطفل" و"السيرك"./ في عام 1971، حصل على وسام جوقة الشرف من رتبة قائد في مهرجان كان السينمائي./ السنة التالية، حصل على وسام الشرف الخاصة من مهرجان البندقية السينمائي./ في عام 1972، قدمت أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة لـ"تشابلن" جائزة فخرية، ويراها "روبنسون" أنها علامة على أن أمريكا "تريد أن تعوض"./ في بداية الأمر كان "تشابلن" مترددا في قبولها لكنه قرر العودة إلى الولايات المتحدة للمرة الأولى منذ 20 عاماً./ جذبت الزيارة تغطية صحفية كبيرة، قوبل في حفل "توزيع جوائز الأوسكار"، باحتفاء والوقوف والتصفيق الحار الذي استغرق مدة اثنا عشر دقيقة وتعد الأطول في تاريخ الأكاديمية./ وبعاطفة واضحة، قبل "تشابلن" جائزته وذلك مقابل "تأثيره البالغ الذي كان لديه في جعل الصور المتحركة شكلا من أشكال فن في هذا القرن"./ كان لدى "تشابلن" المزيد من الخطط للأفلام في المستقبل، لكن في منتصف سبعينات القرن العشرين بدأ بالضعف./ وبدأ يعاني من جلطات أخرى، مما جعله لا يستطيع التواصل، واضطر إلى استخدام الكرسي المتحرك./ جمعت مشاريعه النهائية في سيرة ذاتية مصورة، مثل "حياتي في صور" (1974) وسجل فيلم "امرأة باريس" لإعادة نشره في عام 1976./ وظهر في فيلم وثائقي عن حياته "الصعلوك المحترم" (1975)، بإخراج "ريتشارد باترسون"./ في تكريم السنة الجديدة من عام 1975، منحت ملكة المملكة المتحدة إليزابيث الثانية وسام الفروسية لـ"تشابلن"، ورغم ضعفه تلقى الشرف في كرسيه المتحرك./

٪ الجوائز والشهادات:

تلقي "تشابلن" العديد من الجوائز والتكريمات وخاصة في آخر حياته:/ في تكريم رأس السنه الجديدة من عام 1975:/عين "فارس قائد رتبة الإمبراطورية البريطانية الفائقة الامتياز" (KBE)./ في عام 1962:/حصل علي شهادة دكتوراه فخريه من جامعه أوكسفورد وجامعه دورهام./ في عام 1965:/اشترك هو وإنغمار برغمان في الحصول على جائزه إيراسموس./ في عام 1971:/ عين وسام جوقة الشرف من رتبة قائد من قبل الحكومة الفرنسية./ تلقي "تشابلن" من صناعه السينما جائزة الأسد الذهبي في مهرجان البندقية السينمائي في عام 1972، وفي نفس العام حصل على جائزه إنجاز مدي الحياة من "جمعية سينما مركز لينكولن"./ ومنذ ذلك الحين تقدم سنويًا إلى صانعي الأفلام بوصفها جائزه تشابلن./ عام 1972 اعطي تشابلن نجمة في ممر الشهرة في هوليوود، كانت قد استبعدت من قبل بسبب معتقداته السياسية./ وتلقي "تشابلن" ثلاث جوائز أوسكار:/ في 1929 حصل على جائزة الأوسكار الفخرية وذلك لـ"براعته وعبقريته في تمثيل، وكتابة، وإخراج، وإنتاج فيلم السيرك "، وفي عام 1972 حصل على جائزة أوسكار فخرية ثانية وذلك لـ"التأثير البالغ لديه في صنع الصور المتحركة فن هذا القرن"، وفي عام 1973 حصل على جائزة الأوسكار لأفضل موسيقى تصويرية وذلك لفيلم "أضواء المسرح" (مشاركة مع "راي راشي" و"لاري راسل")./ ورشح كذلك لجائزة أفضل ممثل، وأفضل سيناريو أصلي، وأفضل فيلم (كمنتج) مصنفة لفيلم "الدكتاتور عظيم"، وتلقي جائزة أفضل سيناريو أصلي آخر مرشحة لفيلم "السيد فيردو"./ في عام 1976، اصبح "تشابلن" زميلا في الأكاديمية البريطانية لفنون السينما والتلفزيون./ اختيرت سته من أفلام "تشابلن" للحفاظ عليها في السجل الوطني للأفلام من قبل مكتبة الكونغرس في الولايات المتحدة، وهي:/ "المهاجر" (1917)، "الطفل" (1921)، "حمى الذهب" (1925)، "أضواء المدينة" (1931)، "الأزمنة الحديثة" (1936)، و"الدكتاتور العظيم" (1940)./ من أقواله كل ما أحتاجه لصناعة كوميديا :/منتزه، شرطي، وفتاة جميلة./ أنا لا أزال على حالة واحدة ،حالة واحدة فقط، وهي أن أكون كوميديا، فهذا يجعلني في منصب أكبر من السياسي./ بعد تمثيله لشخصية هتلر في فيلم الدكتاتور العظيم (The Great Dictator) قال:/ مستعد أن أفعل أي شيء لأعرف ما رأي هتلر في هذا./ لا يوجد لدي أي حاجة في أمريكا بعد الآن./ لن أعود لأمريكا ولو ظهر فيها يسوع المسيح./ الكلمات رخيصة، أكبر شيء تستطيع قوله هو (فيل)! يوم بدون سخرية هو يوم ضائع./

٫ الوفاة:

في أكتوبر 1977، بدأت صحة "تشابلن" بالتدهور واصبح بحاجة إلى عناية مستمرة./ وفي صبيحة يوم 25 ديسمبر 1977، توفي "تشابلن" في منزله بعد تعرضه لسكتة دماغية خلال نومه، عن عمر يناهز 88 عاماً./ وفي 27 ديسمبر كانت مراسم الجنازة الأنجليكانية صغيرة وخاصة وفقا لرغبته./ دفن "تشابلن" في مقبرة "كورسير-سور-فيفي"./ من بين تقديرات صناعة السينما، كتب المخرج "رينيه كلير" قائلا :/ "كان نصبا تذكاريا للسينما، لجميع البلدان ولجميع الأوقات././ أجمل هدية قدمها لنا السينما"./ ويقول الممثل "بوب هوب" :/ "كنا محظوظين لأننا عشنا في زمنه"./ في 1 مارس 1978، قام اثنان من المهاجرين العاطلين هما "رومان وارداس" من بولندا، و"جانتشو غانيف" من بلغاريا في نبش قبر "تشابلن" وسرقة تابوته، وذلك لابتزاز زوجته "أونا" في طلب فدية./ وتم القبض عليهما في مايو في عملية كبيرة من قبل الشرطة، وتم العثور على تابوت "تشابلن" مدفون في حقل في قرية قريبة من نوفيل./ وأعيد دفن التابوت في مقبرة "كورسير" محاطا بخرسانة مسلحة./

المراجع التي إعتمد عليها التلميذ(ة)

    ١ wikipedia