الحاجب


بواسطة التلميذ(ة):
 الحاجب

١ مقدمة

الحاجب مدينة مغربية بالقرب من مدينتي فاس ومكناس الاثريتين، الحاجب هي عاصمة إقليم الحاجب، وتضم 22,667 ساكنا معضم سكانه أمازيغ.
و يرجع تاريخ تأسيس مدينة الحاجب إلى سنة 1880 م بدليل وجود أثار بنايات يرجع تاريخها إليه "القصبات والقيساريات".
حيث تكونت النواة الأولى لمركز حضري بهذه المنطقة.

٢ الحاجب.. المدينة التي إرتبط إسمها بظاهرة الدعارة عبر التاريخ:

لا تزال الآثار القديمة للحاجب، من قصبات وأسوار، تخبرنا بقدم هذا التجمع الحضري، الذي تقول كتب التاريخ إنه تأسس في 1880 بساكنة جلها أمازيغ لا تزال تحافظ إلى اليوم على نفس خطابها، ونفس عادات وتقاليد الأطلس./ وقد سميت الحاجب، الموجودة اليوم على مقربة من مدن فاس ومكناس هناك شمال الأطلس المتوسط، بهذا الاسم لأنها ظلت تحجب الحركات المسلحة لقبائل الأطلس ضد العاصمة الإسماعيلية مكناس، حيث السلطان المولى اسماعيل./ بالإضافة إلى موقعها الجغرافي الذي منحها نسيجا جبليا أشبه بالحاجب الطبيعي الذي يحيط بها، خصوصا وأن ثمة منابع مياه كعين خادم، وعين المدني التي تحمي المدينة وتعطيها جمالية فريدة، يزيدها الطقس المعتدل، والذي قد تصل فيه الحرارة صيفا إلى الأربعين، في الوقت الذي يتراوح معدلها ما بين 18 و36 درجة، جمالا آخر./ ستنال الحاجب صفة المركز المستقل عقب التقسيم الجماعي لسنة 1976./ لكن في تقسيم 1992، سترتقي إلى مستوى بلدية./ غير أن هذه الترقية لم ترافقها تنمية حقيقية كما ظلت ساكنة بني مطير، المكونة لها، تتمنى./ والحصيلة هي أن الحاجب ظلت في مخيلة الكثيرين مدينة «قشلات العسكر»، الذين يقضون بها شهورا وأسابيع للتدريب، قبل أن تتحول بعد ذلك إلى مدينة للدعارة، كما خططت لذلك السلطة لكي تنزع عنها صفة الشهامة التي عرفت بها الساكنة وهي تواجه المستعمر الفرنسي./ وهي صيغة شملت بالإضافة إلى الحاجب، عددا من مدن الأطلس المتوسط كخنيفرة وآزرو وزاوية الشيخ./ يتذكر المغاربة يوم خرجت إحدى بائعات الهوى هاربة في شوارع الحاجب عارية تماما./ وحينما تم إلقاء القبض عليها، حكت عن مأساة ظلت تعيشها لثلاث سنوات متتالية./ لقد فرضت عليها إحدى صاحبات بيوت الدعارة في المدينة القديمة للحاجب أن تمارس الجنس مع زبناء تتلقفهم في الشارع العام، دون أن يسمح لها بمغادرة المكان./ وهي الفضيحة التي كانت قد أعادت إلى الأذهان قصص مدن أريد لها أن ترتبط بالظاهرة./ ظاهرة ستحرك المجتمع المدني للحاجب لكي يدخل على الخط، ويقود حملة لمحاربتها من خلال تتبع خطوات زائري المدينة من الباحثين عن المتعة./ لكنها حملة سيصفها البعض بالموسمية لأنها توقفت في منتصف الطريق، وعادت نفس تلك الدور لتفتح أبوابها من جديد في وجه زوارها، خصوصا وأن الحاجب لم توفر لأبنائها فرص شغل يمكن أن تصحح الصورة./ اليوم لا يملك السكان إلا تمني متى يرفع عن مدينة الحاجب التهميش الذي طالها، وهي التي تتوفر على مؤهلات طبيعية كان يمكن أن تجعلها قبلة للسياح لو تم وضع بنيات لذلك./ ولا تجد للتعبير عن غضبها غير تدبيج الرسائل إلى المسؤولين، وتوقيع العرائض، وخلق المواقع الإلكترونية التي تحاول الكشف عن حقيقة ما تعيشه الحاجب./ إلى اليوم لا تزال الساكنة، وهي تعيش رتابة وقتها، تحكي عن فضيحة تفويت حديقة 20 غشت الشهيرة من قبل المجلس البلدي للمدينة لأحد الخواص./ وتأسف المدينة كيف تجرأ المسؤولون على تلك الخطوة حينما تم تفويت فضاء ظل يعتبر القلب النابض للمدينة، والمتنفس الوحيد للسكان مع حديقة رائعة بأشجارها ومياهها المتدفقة./ المثير حسب الغاضبين من ذلك التفويت، الذي لا تزال المدينة تحكي عنه بالكثير من الأسى والحزن، هو أنه تم بمبرر بناء فندق من قبل أحد المستثمرين، في الوقت الذي كانت تتوفر فيه المدينة على أراض تابعة للدولة، وأخرى للخواص غير مبنية ولا مشجرة وتصلح لبناء مئات الفنادق، سواء في طريق إفران، أو أزرو./ أما الأكثر إثارة مع هذا التفويت، فهو قيمته المالية، إذ لم تتجاوز قيمة المتر المربع الواحد 20 درهما، في الوقت الذي تحدث فيه العارفون بخبايا العقار وقتها عن ما بين 700 وألف درهم للمتر الواحد بالنظر لشساعة الحديقة التي كانت تصل مساحتها إلى هكتارين، ولموقعها وسط المدينة./ أما لذر الرماد في العيون، فقد تزعمت السلطات حملة لجمع التبرعات من بعض المحسنين لبناء ضاية اصطناعية بعين الذهبية، والتي يصلها الجفاف مع حلول كل فصل صيف./ لذلك لم تصمد هذه الضاية وعاد الساكنة لتذكر بفضيحة حديقة 20 غشت التي كانت تتوسطها ضاية جميلة وتخترقها سواقي عين خادم./ الحديقة هي واحدة من الملفات الحارقة بمدينة الحاجب./ في الوقت الذي تتحدث فيه الساكنة عن ملفات أخرى تتعلق بإصلاح الطرقات، والتي لا تشمل غير الشارع الرئيسي، الذي يستفيد في كل مناسبة من إصلاح فقط خوفا من المسؤولين الذين يقطعونه وهم في الطريق إلى إفران./ في الوقت الذي تعاني فيه بقية الأحياء من تهميش يطال كل فضاءاتها./ كما تتعلق بالمجال الصحي، حيث لم يحمل معه المستشفى الإقليمي، الذي قيل إنه كلف ميزانية ضخمة، ما كان منتظرا منه بالنظر للخصاص الذي يعاني منه على مستوى التجهيزات والأطر الطبية./ والحصيلة هي أنه يقوم اليوم بنفس الدور الذي كان يقوم به مستوصف المدينة، وإن حمل صفة مستشفى إقليمي حيث تحول أغلب الحالات إلى مستشفى محمد الخامس بعاصمة الإقليم مكناس./ ملف النفايات المنزلية، هو واحد من الملفات الحارقة التي لا تزال تقض مضجع مدينة الحاجب والجماعات المجاورة لها كسبع عيون، وعين تاوجطاط، واكوراي./ فقد تم إحداث مطرح لهذه النفايات مع ما يتسبب فيه من روائح كريهة، ومن آثار سيئة على الفرشة المائية لمنطقة تعتمد بنسبة كبيرة على أنشطتها الفلاحية./ ويحكي السكان عن هذا المطرح الموجود بمنطقة سبع عيون، بحوالي 20 كلم عن مدينة الحاجب وعلى مساحة خمسة هكتارات، والذي يصفونه بالقنبلة البيئية الموقوتة، حيث يستقبل يوميا أزيد من 20 طنا من النفايات بأنواعها المنزلية والصلبة، تفرغها أكثر من 12 شاحنة تابعة لجماعات سبع عيون، وجماعة أيت حرزالله، وجماعة أيت بوبيدمان، ومركز بودربالة، ومركز سوق الكور، وواد الجديد./ لذلك تتمنى الحاجب أن يفي المسؤولون بوعودهم لتحويل هذا المطرح العشوائي إلى مطرح عصري لا يترك خلفه هذه الآثار البيئية الخطيرة، خصوصا وأن الحاجب تتطلع لكي تكون قبلة سياحية لتضاهي بذلك جيرانها كإفران وإيموزار، لو توفرت لمسؤوليها الإرادة لتحقيق تنمية حقيقية يمكن أن تصحح هذه الصورة التي تخدش وجه الحاجب كمدينة يراد لها أن تظل قبلة للدعارة./

٣ افضل مزايا مدينة الحاجب:

توجد بمدينة الحاجب، 4 عيون طبيعية بصبيب وافر جدا وهي:/ عين خادم التي يقال عنها ” كل من شرب من مائها لابد أن يعود إليها لزيارتها مرات عديدة في حياته “، وعين المدني المعروفة بـ مياهها البارد صيفًا ودافئ شتاءً”، وعين بوتغزار التي يقصدها الزوار لشرب مياهها لعلاج الجهاز الهضمي “المعدة”، وعين الذهيبة وسميت بهذا الاسم لأن مياهها تلمع كالذهب، لكن أغلبها أصبحت مرتعا للمتسكعين والمدمنين على المخدرات بأنواعها، بسبب الإهمال وتعرضها للتخريب./

٤ (لحاجب .. جوهرة بمؤهلات سياحية تعاني الإهمال والتهميش (صو:

تزخر مدينة الحاجب، بمؤهلات سياحية طبيعية هامة، عيون تنبع منها مياه طبيعية وعذبة ووديان وجبال وحدائق شاسعة بها أشجار عالية بمناظرها الخلابة، تلقي بظلالها الدافئة في فصل الصيف على سكانها وزوارها، مآثر تاريخية يعود تاريخها إلى عهد السلطان مولاي إسماعيل./

٥ حدائق شاسعة:

عند دخولك إلى المدينة من مكناس على الطريق الوطنية رقم 13 وبمسافة قصيرة على اليمين، تقع حديقة لالة أمينة بشساعتها وأشجار “البلاتان” العالية وورود مختلفة الألون، وكراسي ورشاشات المياه تلطف الجو صيفا ويحيط بجزء من مساحتها أسوار مولاي إسماعيل يضيف لها جمالا، وعلى بعد حوالي 50 مترا تجد حديقة أخرى محاذية لساحة عمان الشهيرة ولا تختلف عن الأولى شكلا ومضمونا، وحدائق أخرى تتوزع بمختلف المجال الحضري للمدينة./

٦ حدائق اغتصبت:

وجزء آخر من المساحات الخضراء، تم اغتصابها من طرف المسؤولين سابقا قبل سنوات، كالفندق الذي شيد على مساحة شاسعة بحديقة قرب المحطة الطرقية، دون أن تكتمل أشغاله وأصبح عبارة عن أطلال للمتشردين، وأخرى تحولت إلى أسواق لبيع المتلاشيات، وبدون روية ولا تفكير تم استغلال مساحات أخرى تشبه في جمالها منتزه عين فيتال بإفران./

٧ مآثر تاريخية:

وغير بعيد عن مدينة الحاجب مآثر تاريخية هامة، منها قصبة السلطان مولاي إسماعيل بمدينة أكوراي، وضريح أحد ملوك الأمازيغ بمركز سوق الكور، يعود تاريخه بحسب المؤرخ الفرنسي “كابريال كامس”، في القرن الرابع قبل الميلاد، وأسوار مولاي إسماعيل التي تحيط بجزء مهم بالمدينة./

٨ الحاجة إلى العناية المركزة:

وهب الله هذه المنطقة بهذه الخيرات الطبيعية، من خلالها يمكن لسكانها تحقيق رواج اقتصادي يقلص البطالة ويرفع من دخل الأسر الفقيرة، وذلك باستثمار معقول في المجال السياحي، والمدينة لا تختلف مؤهلاتها بجارتها مدينة إفران، وتحتاج فقط إلى مشروع لتأهيلها والترويج لها عبر وسائق الإعلام، التي تصب أغلبها على تسليط الضوء على إفران بالمنطقة، لكن إهمال المسؤولين حال دون تحقيق ذلك./

٩ لرئيس مجلس الجماعي رأي:

قال رئيس المجلس الجماعي، وحيد حكيم في تصريح لجريدة “العمق”، “تأسست مدينة الحاجب في عهد الحسن الأول سنة 1880م، وتعتبر بموقعها الجبلي بوابة الاطلس المتوسط، ممرا سياحيا رئيسيا لزيارة مدن إفران وآزرو وخنيفرة والراشيدية وميدلت ومدن أخرى كبيرة، من أغلب مدن المملكة، ولا تستفيد منطقتنا من هذه السياحة رغم توفرها على مؤهلات سياحية طبيعية جد هامة “./ وأضاف الرئيس، “لكن كل هذه المؤهلات الطبيعية من عيون وجبال وأشجار وحدائق تحتاج إلى مشروع كبيرة لتأهيلها، تحتاج إلى ميزانية كافية لا تتوفر بصندوق الجماعة التي تعاني فقرا، بسبب افتقارها للمشاريع الكبيرة التي تضخ موارد مالية هامة بمداخيل الجماعة “./ وتابع الرئيس قوله:/ “ولأجله قمنا بإعداد دراسة شاملة لتأهيل عيون مدينة الحاجب، وبتنسيق مع عامل إقليم الحاجب، زين العابدين الأزهر الذي دخل خط هذا المشروع الكبير والطموح، وزرنا وزير إعداد التراب الوطني والتعمير والسكن وسياسة المدينة بمكتبه بالرباط، في الأسبوع المنصرم، وسلمته ملفين كاملين لتمويل مشروع تأهيل عيون مدينة الحاجب، والثاني لتجهيز جميع الأحياء الناقصة التجهيز بالمدينة ذاتها “./ وأشار في حديثه ” كما حضرت اجتماع لجنة التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئة بمجلس جهة فاس ـ مكناس، يوم الخميس المنصرم، لدراسة مشروع اتفاقية شراكة تتعلق بتهيئة عيون مدينة الحاجب، بعد إدراجها كنقطة في جدول الأعمال اجتماع اللجنة المذكورة، من طرف ممثلي الإقليم بالجهة “./ “ونحن الأن في حاجة ماسة لإبرام اتفاقية شراكة بين الجماعة ومجلسي جهة فاس ـ مكناس والمجلس الإقليمي للحاجب، ووزارات الإسكان والتعمير والماء والسياحة والثقافة، لتمويل هذا المشروع الذي يلح عليه عامل الإقليم لإخراجه، إلى حيز الوجود في أقرب وقت ممكن “./

المراجع التي إعتمد عليها التلميذ(ة)

    ١ Imagehttps://ar.m.wikipedia.org
    ٢ ياسين بن سعيد